الأربعاء , مايو 8 2024

لا تبني الشعوب بالحرب والدمار.

بقلم الأستاذ والأديب/ عبدالإله القُدسي

لقد عانت البشرية منذُ أقدم الأزمنة والعصور ويلات إشعال الفتن التي خلقت صراعات عديدة في مختلف جوانب حياتها، والتي هي الأولى بحلول مشكلاتها ومعضلاتها عن طريق الحوار والتفاهم المبني على أسس منطقية، وقناعة واقتناع دون انتهاج الاقتتال كوسيلة لإخضاع وإذلال الضعيف عدة وعتاداً أمام خصمه القوي المدجج بالسلاح والمال.

فمنذُ قدم التاريخ كانت الحرب بين القبيلة وأخرى وتارة بين حضارة وحضارة، واختلفت أسباب الحروب من مكان إلى مكان ومن زمن إلى زمن، إما لأطماع في غزو شعب من الشعوب واحتلال أرضه وبسط نفوذ الغازي على المغزو، أو لنهب ثروة شعب ما بقصد إفقاره لسبب ديني ينشر فيه الغازي عقيدته الدينية لمحو عقيدة الشعب المغزو بحد السيف والنار، وفي الوطن العربي الذي نحن جزء منه، تعرضت شعوبنا لحملات متعددة الأوجه وأشهرها الحملات الصليبية، والمغولية والفرنسية والإنجليزية، أما الآن في عصر الألفية الثانية وفي القرن الحادي والعشرين الذي تتعرض فيه بلادنا اليمن لأبشع عدوان همجي مختلف الأوجه والملامح عن سابقيه من الحروب، إذ أنه حصار جوي ، وبحري وبري تفرضه الولايات المتحدة بواسطة أدواتها، دول ما يسمى بالخليج العربي وعلى رأسها الربيبة الأولى للإنجليز ومن ثم لأمريكا والصهاينة – المملكة العربية السعودية، والتي تتصدر  نتائج عدوانها أللا أخلاقي قوائم جرائم الحرب، ولعل الدمار الذي استهدف الأحياء المدنية وطال أرواح المدنيين الأبرياء خير شاهدٍ على حقد دفين على اليمن وشعبه، بقصد إبادة مواطنيه، وتدمير ومحو آثاره التاريخية، ناهيك عن استهداف وتدمير دور عبادته وطمس هويته الإنسانية والتاريخية.

إن الحروب لا تبني حضارة شعوب بقدر ما تدمرها الدمار الشامل لهوية الإنسان، وزعزعة آماله في صنع حياة جديدة يستعيد فيها أنفاسه لبناء ذاته من جديد.

إن الهيمنة الاستعمارية آيلةٌ إلى الضعف، مهما تبدت للآخرين أنها في عز قوتها وجبروتها – فأمريكا- اليوم غير أمريكا الأمس، الذي أبادت فيه السكان الأصليين في القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية وهم الهنود الحمر، وأرادت ان تسيطر على أمريكا الجنوبية (أمريكا اللاتينية) مثل: كوبا وكوستاريكا، ونيكاراجوا وفنزويلا، فتهشمت أوصال قواها في المناطق القريبة منها جغرافياً إضافة إلى خسائرها الباهظة والفادحة طيلة احتلالها لفيتنام التي أنهكت قواها جماهير الشعب الفيتنامي.

إننا كيمنيين، مشهورون بالبأس والقوة، وأمام عدم تعادل العدة والعتاد الذي تملكه الولايات المتحدة الأمريكية تستحيل مقارنتنا بها كدولة كبرى، إلا أن إيمان أي شعب بحقه في الحياة حراً وسيداً على أرضه هو سر انتصاره على العدو الغازي الطامع مهما بلغت قوته من شأوٍ كبير.

شاهد أيضاً

أطفال اليمن … الأكثر موتا وبؤسا في العالم.

يرى مراقبون أن الطفل اليمني يعاني من أزمات عديدة منها سوء التغذية والتعليم والصحة والحق …